العراقي Admin
عدد الرسائل : 477 تاريخ التسجيل : 20/09/2007
| موضوع: غاية السعادة التشبيه بالمبدأ الأربعاء ديسمبر 19, 2007 4:47 pm | |
| صرح الحكماء بأن غاية المراتب للسعادة أن يتشبه الإنسان في صفاته بالمبدأ : بأن يصدر عنه الجميل لكونه جميلا ، لا لغرض آخر من جلب منفعة ، أو دفع مضرة ، وإنما يتحقق ذلك إذا صارت حقيقته المعبر عنها بالعقل الإلهي والنفس الناطقة خيرا محضا ، بأن يتطهر عن جميع الخبائث الجسمانية ، والأقذار الحيوانية ، ولا يحوم حوله شيء من العوارض الطبيعية ، والخواطر النفسانية ، ويمتلئ من الأنوار الإلهية ، والمعارف الحقيقية ، ويتيقن بالحقائق الحقة الواقعية ، ويصير عقلا محضا بحيث يصير جميع معقولاته كالقضايا الأولية ، بل يصير ظهورها أشد ، وانكشافها أتم ، وحينئذ يكون له أسوة حسنة بالله سبحانه ، في صدور الأفعال وتصير إلهية أي شبيهة بأفعال الله سبحانه في أنه لصرافة حسنة يقتضي الحسن ، ولمحوضة جماله يصدر عنه الجميل من دون داع خارجي ، فتكون ذاته غاية فعله ، وفعله غرضه بعينه ، وكلما يصدر عنه بالذات وبالقصد الأول فإنما يصدر لأجل ذاته ، وذات الفعل وإن ترشحت منه الفوائد الكثيرة على الغير بالقصد الثاني وبالعرض . قالوا وإذا بلغ الإنسان هذه المرتبة فقد فاز بالبهجة الإلهية ، واللذة الحقيقية الذاتية ، فيشمئز طبعه من اللذات الحسية الحيوانية ، لأن من أدرك اللذة الحقيقية علم أنها لذة ذاتية ، والحسية ليست لذة بالحقيقة لتصرمها ودثورها وكونها دفع وألم . وأنت خبير بأن هذا التصريح محل تأمل لمخالفته ظواهر الشرع فتأمل.
| |
|